المهندس : محمد بدر
عضو مجلس ادارة مركز الاسكوا للتكنولوجيا / دولة فلسطين
بعد قرار العديد من الحكومات في كافة قارات العالم تعطيل المدارس والجامعات لكافة المراحل التعليمية بصفة كلّية أو جزئية في ظلّ الظروف الرّاهنة التي يمرّ بها العالم وذلك كخطوة وقائيه لمواجهة انتشار مرض كوفيد-19 (فيروس كورونا)، والذي نتج عنه تعليق الدراسة في المدارس والجامعات لعدد وصل إلى أكثر من 290 مليون طالب حول العالم (بحسب التقرير الأخير الصادر عن منظمة اليونسكو)، وحيث لم تكن الدول العربية في منأى عن هذه الأزمة الصحّية العالمية اضحى لزاما اطلاق مبادرات لتعزيز التعلّم المفتوح والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمجابهة انقطاع التعليم وضمان استمراريته في الدول العربية في المرحله الحاليه، ولرسم معالم الغد نتيجة لإفرازات ظاهرة العولمة وخاصه في مجال المعرفة والتعليم والتعلم لتحقيق اهداف التنمية المستدامة 2030.
وعند التمعن في تأثير العولمة في الأداء التربوي والتعليمي، نجد انه من الضرورة أن تعيد النظم التعليميّة مراجعة نفسها للسير وفق مقتضيات تطور المعرفة في ظل العولمة، حيث لم يعد الكتاب المدرسي المصدر الوحيد للمعرفة، ولم يعد المعلم الناقل الوحيد لها، ففي ظل العولمة تعددت مصادر المعرفة وأدواتها، وعلى المتعلم أن يتهيأ لتقبل هذه المعارف حيث تتألف المعرفة وأساليبها في المستقبل من أربعة أبعاد، هي:
- تكوين الإنسان الكلي،
- الشمول المعرفي،
- تنمية التفكير والقدرات العقليّة،
- وتوظيف الأساليب والطرق ومصادر المعرفة.
وبالنظر الى أثر التطورات العلميّة والتقنية وثورة الاتصالات/ تكنولوجياالمعلومات والاتصالات (اتما) والذكاء الصناعي على المنظومة التربويّة العالميه والاستفاده منها في الظروف الراهنه بوباء كورونا، وللمستقبل القريب واقتناص الفرصه للحاق بالركب العالمي لتعزز الحق في التعليم، والتعليم مدى الحياة، والمحتوى العربي الرقمي بهدف ردم الفجوة التعليمية بشكل عام وفجوه مخرجات التعليم بالمقارنه مع احتياجات سوق العمل، كان لزاما اطلاق مبادرات التعليم عن بعد واستغلال ما هو متوفر حاليا من بنى تحتية مادية وبشرية في الوطن العربي، بالاضافه الى التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.
وللاستفاده من هذه المبادرة سنفنط المعيقات ونبحث لها عن حلول، حيث تكمن المعيقات فيما يلي:
- سرعة تنفيذ هذا البديل وعدم وجود الخبرة في هذا المجال لمعظم الجامعات والمدارس،
- نسبه انتشار الانترنت المنخفضه نسبيا وهنا نحتاج الي مبادرات من قبل المشغلين والمزودين للانترنت،
- معدل سعات و سرعات التحميل والتنزيل منخفضه نسبيا وهنا ايضا بحاجه الى مبادرات مضاعفه السرعات وعدم اهمال سعات التحميل والاكتفاء بزياده سعات التنزيل،
- عدم وجود نقاط تبادل الانترنت المحلي في بعض الدول والتي تقلل عند وجودها من التدفق الي الشبكه العنكبوتيه العالميه،
- نوع منصات التعليم عن بعد وكفاءتها، المنصات المفتوحه المصدر في حال وجود خوادمها خارج البلدان سيخلق بطء في وقت الذروة بشكل خاص بسبب عرض النطاق الثابت للناقل يفضل ان تنصب خوادم محليه لدى المشغلين وبذلك نستطيع تخطي مشكله عرض النطاق الثابت للناقل،
- الاجهزه المنزليه المتوفره لدى المستخدمين ( الكمبيوتر المحمول، واللوحيات، والهواتف الذكيه، والراوترات والموديمات) اما قديمه لا تفي بالغرض او غير متوافقه مع التكنولوجيات المستخدمه وبذلك لن تفي بالغرض المطلوب على نحو جيد،
- وجود سياسة الاستخدام العادل في بعض الدول وهنا يجب وقفها نهائيا،
- كفاءة البنية التحتية وبالاخص الشبكات الرئيسية وشبكات النفاذ ومن المتوقع كفاءة الشبكات الموجودة،
التوصيه لتحقيق الاستفاده من المبادرة:
- اعتماد برنامج موحد للتعليم عن بعد وتكون الاستضافه له داخل الدولة وليس خارجها وذلك حتى نعزل متغيرات المسارات البعيده للوصول الى البرنامج وكفاءة الخادم الخاص بالاستضافه وسعة وصلة الشبكه وسعه الانترنت الواصل لهذا الخادم .
- التنسيق بين الجامعات والمدارس وعمل برنامج لبث المحاضرات في حال كانت متزامنه وتفاعليه بحيث تقوم الجهة المنسقه بتتقليل عدد المحاضرات التي تبث في نفس الوقت وذلك لتوزيع الاحمال .
- يمكن اعتماد برنامج للمحاضرات مفتوح المصدر open source كبدايه وتوكل شركه محلية او مجموعه من الشركات المحلية لتطويره والعمل على الدعم الفني المتعلق به ويكون تمويل هذا العمل عن طريق الدوله او الشركات كنوع من المسؤولية المجتمعيه .
- وهنا نقترح مبدأيا استغلال مبادرة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باتاحت منصتها والتي خصصت لكل دولة مساحة يمكنها تكيفها حسب احتياجاتها حيث ان الالكسو وضع خبراتها المتراكمة في مجال الموارد التعليمية المفتوحة وإتاحة منصّاتها المتخصّصة في المجال، على غرار الشبكة العربية للموارد التعليمية العربية المفتوحة،ومنصة رواق الألكسو لدروس التعليم الإلكتروني المفتوح عالي الاستقطاب (MOOCs) ، والتي تعتمد أحدث الأدوات والبرمجيات لإنتاج وإتاحة المحتويات التعليمية.
كما سيتم في إطار هذه المبادرة تنظيم دورات تدريبية عبر شبكة الإنترنت لفائدة المعلّمين في الدول العربية، مع تقديم الدعم الفنّي والمرافقة اللازمة لتمكينهم من حسن استخدام المنصات والأدوات الخاصة بإنتاج وإتاحة المحتويات التعليمية.