بدأت حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية في عرض إعلانات على فيسبوك تطالب فيها الناخبين الأمريكيين بالتوقيع على عريضة تدعو إلى حظر تطبيق (تيك توك) TikTok، مما سيزيد من الضغوط التي يواجهها التطبيق، وعمليات التدقيق التي تقوم بها العديد من الحكومات المختلفة حول العالم.
ازدادت شعبية تطبيق (تيك توك)، المملوك للشركة الصينية (ByteDance) ومقرها بكين، بصورة سريعة للغاية خلال العام الماضي، كما حصل على نسبة استخدام قياسية مع تفشي فيروس كورونا، حيث جذب بصورة خاصة الأشخاص الذين يبحثون عن وسيلة للترفيه مع قيود الحجر المنزلي الإجبارية التي يخضعون لها للحد من تفشي فيروس كورونا.
ووفقًا لشركة الأبحاث (Sensor Tower) فقد تخطى تنزيل التطبيق أكثر من 2 مليار مرة في متجري جوجل بلاي وآب ستور، وهذا بعدما وصل عدد التنزيلات إلى 623 مليونًا خلال النصف الأول من هذا العام وحده.
وتعتبر الهند هي أكبر سوق للتطبيق، تليها البرازيل ثم الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى أن التطبيق غير متوفر في الصين، حيث توفر الشركة نسخة محلية منه تُسمى (Douyin).
ولكن مع نمو التطبيق السريع أصبح أكثر عرضة للتدقيق؛ لأن الحكومات أصبحت تشعر بالقلق من أن الحكومة الصينية قد يكون لها تأثير على التطبيق، وبسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، قامت الهند بحظر التطبيق تمامًا، بينما تفكر الولايات المتحدة وأستراليا أيضًا في هذا الأمر.
كما مُنع أفراد الجيش الأمريكي والبحرية من تنزيل التطبيق على الهواتف التي تقدمها لهم الحكومة، وأصبحت الكثير من الشركات تُحذر موظفيها من استخدام التطبيق في هواتف العمل، و أفادت الأنباء أن المملكة المتحدة قد تراجعت عن استضافت مقر الشركة على أراضيها، مما أثار مخاوف من أن القرار قد يُشعل حربًا تجارية بين المملكة المتحدة والصين.
يخشى السياسيون من أن الحكومة الصينية قد تستخدم التطبيق للتجسس على مواطني الولايات المتحدة، حيث قال وزير الخارجية (مايك بومبيو) في مقابلة مع قناة فوكس نيوز: إن المستخدمين الذين قاموا بتنزيل التطبيق يضعون جميع معلوماتهم الخاصة في أيدي الحزب الشيوعي الصيني.
بينما ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سببًا مختلفًا لحظر محتمل للتطبيق، حيث أكد أن الحظر سيكون بمثابة معاقبة للصين على تعاملها السيئ مع فيروس كورونا، حيث ذكر: أن الولايات المتحدة تدرس حظر تطبيق تيك توك ، وأضاف: إنها تجارة كبيرة، انظروا، تعامل الصين مع فيروس كورونا، وما فعلوه بهذا البلد والعالم بأسره، إنه أمر مشين.
ويعتبر السبب الأبرز بحسب الكثير من المحللين هو خشية تأثير التطبيق على فرص إعادة انتخاب الرئيس في نهاية هذا العام، وخاصة أن الكثير من مؤيدي ترامب يستخدمون التطبيق، ومن المحتمل أن تستغل الحكومة الصينية التطبيق لتوجيه الناخبين كما حدث من خلال تطبيق فيسبوك خلال الانتخابات الأمريكية عام 2016
تُعتبر المخاوف والتهم المتعلقة بالخصوصية والأمن القومي التي وُجهت للتطبيق ليست جديدة، ولكن بالرغم من ذلك تقول شركة (ByteDance) المالكة للتطبيق: إن جميع بيانات المستخدمين الأمريكيين يتم تخزينها في الولايات المتحدة مع وجود نسخة احتياطية في سنغافورة، بالإضافة إلى أن مراكز البيانات الخاصة بالتطبيق موجودة خارج الصين.
كما تؤكد الشركة أن تطبيق تيك توك يقوده الآن مدير تنفيذي أمريكي الجنسية، مع مئات من الموظفين والقادة الرئيسيين في مجالات السلامة والأمن والمنتج والسياسة العامة من الولايات المتحدة، كما أنها لم تُقدم أبدًا بيانات المستخدم إلى الحكومة الصينية، ولن تفعل ذلك إطلاقًا.
هل يمكن لإدارة الرئيس ترامب حظر التطبيق فعلًا؟
وفقًا للمحللين، سيتعين على الحكومة الأمريكية إيجاد سبب منطقي وقانوني في الوقت نفسه لمطالبة شركتي جوجل وآبل بسحب التطبيق وحظره من متجريهما، وحتى في حالة الموافقة على حظر التطبيق، فيمكن لمستخدمي نظام التشغيل أندرويد تثبيت التطبيق في هواتفهم من متاجر التطبيقات غير الرسمية الأخرى، وهذا أمر لن تستطيع الحكومة الأمريكية أو الشركات التقنية منعه بشكل نهائي.