هدد وباء كورونا إستمرارية سلاسل التوريد بشكل أكثر خطورة من أي حدث في الآونة الأخيرة، حيث تسببت عمليات الإغلاق التي فُرضت في جميع أنحاء أوروبا وبقية العالم بتعطيل تدفق السلع والمواصلات ووسائل النقل بشكل كبير، مع عدم وجود إشارة إلى الوقت الذي ستقل فيه آثارها بالكامل.
وتتطلب الصناعة حلاً ذكياً، حيث أنه بإمكان إنترنت الأشياء (IoT) تزويدنا ببعض الحلول، مثل مقاييس درجة الحرارة، وتقنية الإستشعار داخل السيارة، ومراقبة حالة السيارة، مما سيزيد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت في هذا القطاع، موفرةً مجموعة كبيرة من الفوائد للسائقين المتحضرين لحالة عدم توفر سلسلة التوريد في المستقبل.
ووفقاً لتقريرالتحقيق في خرق البيانات (DBIR) منVerizon Business لعام 2020، كان الخطأ في تكوين تكنولوجيا المعلومات مسؤولاًعن أكبر عدد من نقاط ضعف الأمن الإلكتروني في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، وهذا أحد العوامل المختلفة التي تحد من السعة المتوفرة لإنترنت الأشياء عبر القطاع، مسبباً خسائر لسائقي النقل.
أجهزة إنترنت الأشياء يمكن أن تتضمن أي شيء إبتداءاً من مجسات مراقبة الأصول داخل المركبات لتقييم حالة ودرجة حرارة البضائع، إلى أجهزة الإستشعارالخارجية التي تنبه السائقين إلى قرب المركبات الأخرى، إلى حالة المحرك، إلى مقاعد السائق المشغولة والفارغة، والأبواب والنوافذ التي يتم فتحها أو تحطيمها. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الكاميرات التي تعمل بالذكاء الإصطناعي التي تسمح لمديري الأساطيل بمراجعة اللقطات بعد الحوادث شائعة بشكل متزايد في هذا القطاع.
و يوفر تثبيت التكنولوجيا المتصلة والذكية على أرض الواقع لمديري الخدمات اللوجستية ثروة من البيانات القابلة للتنفيذ حول كل خطوة في سلسلة التوريد وإمكانية رؤيتها، مما يسمح لهم بتعزيز العمليات بطرق عديدة. وبإستخدام البيانات، يمكن توجيه السائقين إلى القيادة بشكل أقل عدوانية، أو تغيير طريقة تحميل المركبات بالبضائع، وذلك لضمان وصولهم هم وحمولاتهم إلى وجهتهم المقصودة بأمان.
يمكن للمديرين بالتنبؤ بسحب المركبات من التشغيل إذا ما أشارت بيانات تشخيص المحرك إلى إحتمالية حصول عطل ما. ويمكن للسائقين أيضاً تحديد متى وأين تمت سرقة أو إتلاف مركباتهم للمساعدة في تسريع معاملات التأمين. ويمكنهم حتى تزويد عملاء السوبر ماركت بسجلات دقيقة عن المدة التي تم تخزين منتجاتهم فيها، وفي أي درجة حرارة أثناء النقل.
و تعتبر هذه الرؤى الأقرب والأكثر دقة ذات قيمة خاصة لشركات الخدمات اللوجستية في أوقات الإضطراب مثل وباء كورونا أو أي حدث عالمي آخر. حيث أن المرونة والعمليات المبسطة والمركبات والسلع التي تتواصل مع بعضها البعض تساعد في توفير رؤية أكثر وضوحاً وإتساقاً لسلسلة التوريد، وبذلك تساعد المستخدمين على تقديم صورة أكثر دقة وشمولية لعملائهم.
تتعدد فوائد تثبيت إنترنت الأشياء لشركات الخدمات اللوجستية، لكن نتائج DBIR التي توصلت إليها شركة Verizon تُظهر أن الأمن الإلكتروني لا يزال يمثل مشكلة للصناعة.
أما العوامل الأخرى التي يُشار إليها عادةً على أنها حواجز أمام إعتماد إنترنت الأشياء، تشمل نقص التكامل بين إنترنت الأشياء والتقنيات الرقمية الأخرى عبر سلسلة التوريد والتكلفة.
ويؤدي نقص التكامل الناتج إلى منع بعض الشركات من الإستفادة الكاملة من الرؤى التي يقدمها إنترنت الأشياء.ومن المفهوم أن بعض الشركات قد تكافح لتبرير الإستثمار في الأجهزة التي تدعم إنترنت الأشياء، لا سيما إذا كانت مجموعة التكنولوجيا الأوسع لمؤسساتها لا تسمح لمديريها بجمع البيانات وعرضها وتحليلها والتصرف بناءً عليها بشكل فعال.
ومع ذلك، توجد الآن حلول متكاملة تساعد في أتمتة وتسهيل إتخاذ القرارات الذكية بإستخدام بيانات إنترنت الأشياء، وهي مصممة بأمان البيانات في صميمها.وبمجرد تنفيذها بشكل فعال وربطها بالكامل بجميع وحدات الأعمال القابلة للتطبيق عبر المؤسسة، فإنها تسمح للشركات بتخفيض التكاليف، والتنافس فيما بينها بشكل أكثر فاعلية وبخسائر أقل.
