تتحول أكبر الشركات المزودة لخدمات الإتصالات بشكل تدريجي إلى إستخدام تقنية الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم، ولكن يبدو أن أوروبا تركز حاليا على الإنتقال إلى إعتماد تقنيات الجيل السادس وما ينطوي على ذلك من تحديات على مستوى السيادة الرقمية.
وتتزايد شعبية تقنية الجيل الخامس في العالم وإستمرار إنتشارها السريع في فرنسا في نهاية عام 2020، اذ اشارت التوقعات الى إن تقنية الجيل الخامس ستغزو فرنسا، وقد بدأ الحديث عن تقنيات الجيل السادس، لكن من غير المتوقع أن تدخل نطاق الخدمة قبل عام 2030.
بالنسبة للأوروبيين، فإن المجازفة أمر لابد منه أسوة بالدول الأخرى، فقد إتخذت بعض البلدان الآسيوية خيارها بالنسبة للمستقبل، اذ تراهن كوريا الجنوبية على قواعدها الصناعية، في حين أعلنت الصين العام الماضي إطلاق قمر صناعي تجريبي من الجيل السادس.
أما في أوروبا، فقد تنطلق بحلول السنة المقبلة في مشروع Hexa-X الذي تقوده شركة نوكيا المصنعة للمعدات الفنلندية، وتموله جزئياً المفوضية الأوروبية، وهو يهدف إلى تطوير التقنيات الأساسية التي من شأنها أن تشكل الجيل الخامس، من أجل تمهيد الطريق للجيل القادم من الشبكات اللاسلكية وربط العالمين البشري والمادي بالعالم الرقمي.
بالنظر إلى عدم وضوح الخطوط العريضة على المستوى الفني، يفترض بسرعة نقل البيانات عند إستخدام تقنية الجيل السادس أن تكون أسرع بـ 50 مرة مقارنة بالجيل الخامس.
كذلك يمكن أن تنخفض فترة تأخير الإتصال (Latency) إلى أقل من 1 مللي ثانية. لتحقيق ذلك، يجب على تقنيات الجيل السادس التحول إلى نطاق تردد تيراهيرتز بينما تستخدم فيه تقنيات الجيل الخامس ترددات مليمترية تصل إلى 30 غيغاهيرتز. سيفتح هذا التقدم الباب أمام المناقشات التي تتناول مواضيع مثل الضرر الإفتراضي للترددات والأسئلة المشروعة حول الحاجة إلى مثل هذا التقدم.
إن نطاق إستعمال هذه التقنية يتجاوز قدرة المرء على التخيل، من الجراحة عن بعد والإجتماعات الثلاثية الأبعاد، إلى السيارات الذاتية القيادة والمدن الذكية. وفي عالم تحكمه تقنية الجيل السادس، يمكن ظهور أشكال جديدة من الترفيه. وإلى جانب الذكاء الإصطناعي، قد يكون لهذه التكنولوجيا تأثير على إدارة الموارد والتنوع البيولوجي والتنبؤ بالطقس وحتى على تغير المناخ.