كشفت شركة OpenAI عن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد GPT-4 الذي يُعد تطويرًا كبيرًا على نموذج GPT-3.5 المُستخدَم في تطبيق الدردشة الشهير ChatGPT.
ووصفت الشركة GPT-4 بأنه “مُتعدد النماذج”، فعلى خلاف الأجيال السابقة منه والتي تدعم إدخال النصوص فقط، يدعمGPT-4 إدخال الصور إلى جانب النصوص بفضل امتلاكه القدرة على فهم محتوى الصور وتحليلها وتلخيص المعلومات الواردة فيها. وكمثالٍ على ذلك، قالت الشركة إنه يمكن للمستخدم الطلب من نموذجها الجديد تلخيص دراسةٍ تتضمن صورًا ورسومًا بيانية، وسيكون GPT-4 قادرًا على قراءة وتحليل الرسوم والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بها وتضمين شرحها في الملخص النصي.
ووفقًا للشركة، حقق GPT-4 أداءً مقاربًا للأداء البشري وذلك بعد إخضاعه لمجموعة من الاختبارات المهنية والأكاديمية. إذ نجح النموذج الجديد في اجتياز اختبارٍ يُحاكي امتحان ممارسة مهنة المحاماة بترتيبٍ يضعه بين الـ 10% الأوائل من الخرّيجين، في حين يجتاز GPT-3.5 الامتحان نفسه ضمن فئة الـ 10% الأدنى ترتيبًا.
وذكرت الشركة أنها أمضت الشهور الستة الأخيرة في تحسين وتطوير GPT-4 استنادًا إلى تجربتها مع ChatGPT. وأضافت أنها تعاونت مع شركة مايكروسوفت على تطوير حاسوب خارق من الصفر لتجهيز البنية التحتية اللازمة لتشغيل النموذج الجديد الذي يحتاج قدرًا كبيرًا من قوة المعالجة.
وسيبدأ توفّر GPT-4 للمطوّرين من خلال واجهته البرمجية API التي تتطلّب تسجيلًا أوليًا، في حين سيتوفر النموذج الجديد لعموم المستخدمين من مشتركي ChatGPT Plus. ونوهت الشركة بأن ميزة إدخال الصور لن تكون متوفرةً بشكلٍ مُباشر بعد الإطلاق الأولي.
وأكدت OpenAI وجود تفوقٍ كبير للنموذج الجديد مقارنةً بالنسخة السابقة منه من حيث القدرة على إجراء المحادثات، تتجلى بشكلٍ خاص في الاستجابة للأوامر المعقّدة وفهمه للغات المختلفة.
ودعمت الشركة في GPT-4 ما أطلقت عليه (قابلية التوجيه) في النموذج الجديد، وذكرت أنه بدلًا من الشخصية التقليدية لبرنامج ChatGPT والنغمة والأسلوب الثابتين، يمكن للمطورين ومستخدمي ChatGPT تحديد أسلوب الذكاء الاصطناعي المُناسب لهم عبر ميزة (رسائل النظام) System messages التي تتيح للمستخدمين وضع حدودٍ يبقى النموذج ضمنها، بما يتناسب مع المهمة الحالية المطلوبة منه.
وأخيرًا، قالت الشركة إنه بالرغم من التحسينات الكبيرة في نموذجها الجديد، فهو ما زال عرضةً للأخطاء كأي نموذج آخر للذكاء الاصطناعي، ونصحت المستخدمين بتوخي الحذر لدى استخدامه ومراجعة محتواه وتدقيقه، وتجنّب استخدامه للمهام الحساسة التي تتطلب دقة عالية.