كَشفت كاسبرسكي النقاب عن برنامج تدريب جديد عبر الإنترنت قابل للتكيّف مع احتياجات المتدربين. ويضع البرنامج Kaspersky Adaptive Online Training، الذي جرى تطويره بالتعاون مع شركة Area9 Lyceum، منهجًا للتوعية الأمنية مصممًا لتلبية الاحتياجات التعليمية لكل مستخدم على حِدة، مثلما يفعل المعلم الشخصي مع طلابه.
ويعتمد محتوى هذا البرنامج، الذي يشكّل حلًا من مستوى مؤسسي، على خبرة كاسبرسكي في مجال الأمن الرقمي، ويجري تقديمه وفقًا لتقنيات التعلّم الحديثة.
وقال الخبير التقني في (مركز التطوير الرقمي-DDC)، انه، يُعدّ التدريب على الوعي الأمني أمرًا مهمًا في تقديم أساسيات الأمن الرقمي للموظفين وتزويدهم بالمعلومات التي يحتاجونها للعمل بأمان. ومع ذلك، ترى العديد من الشركات أن بعض الدورات التدريبية في هذا المجال لا تحقق التأثير المنشود. وتشير دراسة أجرتها كاسبرسكي إلى أن 21% من الشركات في المملكة العربية السعودية تنفذ تدريبات على الأمن الرقمي للموظفين بشكل أو بآخر، إلا أن 10% فقط من الشركات التي شملتها الدراسة في المملكة تؤكد أنها لم تواجه أية مشكلات تتعلق بأمن تقنية المعلومات بسبب أفعال ارتكبها موظفوها.
ويمكن أن يُعزى استمرار وقوع الأخطاء الأمنية في أماكن العمل إلى ميل الموظفين لنسيان ما تعلموه إذا لم يُمنحوا الفرصة للإبقاء عليه واستحضاره بشكل مناسب؛ ففي اليوم التالي لإلقاء محاضرة مدتها ساعة كاملة، على سبيل المثال، ينسى المشاركون ما بين 50 و80% من المعلومات التي وردت في المحاضرة، في حين أنهم لا يتذكرون سوى اثنين إلى ثلاثة بالمئة فقط من الحديث الذي طُرح فيها بأكمله عقد مرور 30 يومًا.
ومع ذلك، يجد الموظفون أن معرفة ما يعرفونه أصلًا، وحتى التكرار عليهم بالحقائق المعروفة لديهم، يمكن أن يكون أمرًا مملًا ومزعجًا. ومن هنا جاء الحلّ التدريبي على الأمن الرقمي عبر الإنترنت من كاسبرسكي، بالشراكة مع Area9 Lyceum، والهادف لمساعدة الشركات على تقديم المعرفة الأساسية دون زيادة الحمل على الموظفين.
وتبني منصة Kaspersky Adaptive Online Training مسارًا تعليميًا مخصصًا لكل مستخدم، راعي مستوى المعرفة التي يمتلكها الموظف ومدى الثقة في وعيه بالأمن الرقمي. ولتحقيق هذا المسار المحدد، تمزج الخوارزميات “البيولوجية” الذكية الخاصة بشركة Area9 Lyceum الأسئلة بالمحتوى، لتقيِّم مستوى معرفة الموظف بالموضوع والثقة في الردود أثناء دراسته له. وتعمل هذه الخوارزميات على تحسين مسار إتقان الموظف للموضوع وتخطي المحتوى الذي يعرفه، وتركز على مساعدته في إتقان المفاهيم والمواضيع التي تقل معرفته بها. وبهذه الطريقة، قد يستغرق الموظف الماهر أقلّ من 10 دقائق لتعلّم ما يفتقده فقط، في حين قد يحتاج الآخرون إلى نصف ساعة فقط لإكمال الوحدة التدريبية بالكامل، ما يمنحهم المزيد من الوقت المخصص لإحراز أهداف التعلم، التي تُعتبر الأكثر صعوبة للمتدرّب.
ويغطي المحتوى التدريبي موضوعات تشمل كلمات المرور، وأمن البريد الإلكتروني، وتصفح الويب، والشبكات الاجتماعية، وتطبيقات التراسل، وأمن النقاط الطرفية (الأجهزة المرتبطة بالشبكات)، والأجهزة المحمولة، والنظام الأوروبي العام لحماية البيانات (سيصبح متاحًا في الربع الثالث من 2020). وتضمن مجموعة المهارات هذه تمكين الموظفين من العمل مع موارد تقنية المعلومات مع التعرّض لأقلّ قدر من مخاطر الأمن الرقمي. وقد وُضعت جميع الدروس والاختبارات بالاستناد على مواقف واقعية وأمثلة على هجمات حدثت في الواقع.
وتسهل إدارة برنامج التدريبي Kaspersky Adaptive Online Training؛ إذ لا يحتاج المسؤول سوى تحديد الوحدات النمطية التي يجب أن تنفذها مجموعة المستخدمين، في حين سيتولّى الحل إرسال الروابط اللازمة إلى المستخدمين لتلقي الدروس المطلوبة لكل منهم. ويتيح الحلّ أيضًا إحصاءات تفصيلية حول أداء الموظفين بجانب مراقبة المتدربين الذين يُظهرون ثقة بالإجراءات غير الآمنة.
وقالت إلينا مولتشانوفا رئيس تسويق حلول الوعي الأمني لدى كاسبرسكي، إن الممارسات الحالية تُظهر صعوبة تعليم مهارات جديدة لموظفين يرتكبون الأخطاء ولكنهم يحسبون أنهم يفعلون ما ينبغي بطريقة صحيحة، وهو ما يُدعى “اللاوعي بقلّة الكفاءة”، وأضافت: “تتيح منهجية التعلّم القابلة للتكيّف المجال أمام الشركات لتحديد مكامن الخلل بين موظفيها وبذل المطلوب لسدّ الفجوات الكامنة في المهارات، وفي المقابل لن يتلقى أصحاب المهارات ما هو غير ضروري لهم من معلومات. ووفقًا لتقديرات Area9 Lyceum، فإن استخدام النهج القائم على مسار التعلم الشخصي، يتيح للشركات توفير ما يصل إلى 50% من إجمالي الوقت المستغرق في التدريب”.
يُذكر أن الحل القائم على السحابة متاح باللغات الإنجليزية والألمانية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والروسية، في حين سوف يصبح متاحًا باللغة العربية ابتداءً من 10 يونيو.