حذّرت الصين رئيس الوزراء البريطاني (بوريس جونسون) من أن قرار حظر شركة هواوي من شبكات الجيل الخامس (5G) سيكلف بريطانيا ثمنًا باهظًا في الاستثمار، حيث جاء التحرك البريطاني نتيجةً لضغوط مسيسة من الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب).
وبعد ساعات من أمر جونسون بإزالة معدات هواوي من شبكات الجيل الخامس (5G) بحلول نهاية عام 2027، نسب ترامب الفضل بهذا القرار لنفسه، وقال: إنه إذا أرادت البلدان القيام بأنشطة تجارية مع الولايات المتحدة، فيجب عليها حظر هواوي.
لكن الصين، التي يبلغ حجم اقتصادها 15 تريليون دولار، أي خمسة أضعاف حجم الاقتصاد البريطاني، حذرت من أن قرار حظر هواوي سيضر بالاستثمار، حيث شاهدت الشركات الصينية لندن تتخلى عن بطل الاتصالات الوطني.
وقال السفير الصيني (ليو شياو مينغ) Liu Xiaoming لمركز الإصلاح الأوروبي: أود أن أقول الآن إن هذا ليس مخيبًا للآمال فحسب، بل مثبط للهمم ، مضيفا أن بريطانيا تخلت ببساطة عن هذه الشركة.
وأشار إلى أن الشركات الصينية الأخرى تتابع عن كثب الطريقة التي تُعامل بها هواوي، وسيكون من الصعب للغاية على الشركات الأخرى أن يكون لديها ثقة لإجراء المزيد من الاستثمار.
وفي الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا للتخلي عن الاتحاد الأوروبي، أجبرت المخاوف بشأن أمن هواوي جونسون المولود في نيويورك على الانحياز إلى جانب في التنافس بين الولايات المتحدة والصين.
ووصفت وزارة الخارجية الصينية بريطانيا بأنها مكان صغير نسبيًا أصبح تابعًا للولايات المتحدة، وأضافت أن سلامة الاستثمارات الصينية في المملكة المتحدة تتعرض لتهديد كبير
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية (هوا تشونينغ) Hua Chunying: هل تريد المملكة المتحدة الحفاظ على مكانتها المستقلة أم أن تصبح تابعة للولايات المتحدة
وأصبحت بريطانيا تعتمد بشكل متزايد على الواردات الصينية، حيث إن 9 في المئة من جميع السلع المستوردة إلى بريطانيا في 2018 بقيمة 43 مليار جنيه إسترليني (54 مليار دولار) جاءت من الصين.
لكن الشركات البريطانية استثمرت بشكل متزايد في الصين، وضاعفت بين عامي 2013 و 2018 وضعها الاستثماري بأكثر من الضعف في الاقتصاد ذي المرتبة الثانية في العالم إلى 16 مليار جنيه، وذلك وفقًا للبيانات البريطانية الرسمية
وعلى النقيض من ذلك، بلغ الاستثمار الصيني في الشركات البريطانية 1.8 مليار جنيه في 2018 أي أقل بكثير من استثمارات الولايات المتحدة، وهي أكبر مستثمر أجنبي منفرد في بريطانيا.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض بعد القرار البريطاني: أقنعنا العديد من الدول لقد فعلت ذلك بنفسي في معظم الأحيان بعدم استخدام هواوي؛ لأننا نعتقد أنها مخاطر أمنية كبيرة.
وقالت بريطانيا: إن حظر هواوي كان مدفوعًا بمخاوفها الأمنية، والمخاوف من أن إمداداتها قد تتوقف بسبب العقوبات الأمريكية، ونفت أن ترامب كان مسؤولًا وحده عن حظر هواوي.