يعد إنترنت الأشياء مجموعة من الأجهزة والخدمات التي تسمح بتبادل البيانات، ويمكن غرسها بإستخدام برامج ووسائل إتصال إلكترونية متنوعة.
لوضع الأمور في مصطلحات أبسط، يمكن تعديل أي شيء للإتصال بالإنترنت ليصبح جزءاً من الإنترنت، وبالتالي تمتد هذه الشبكة على عدد كبير من الأجهزة التي تشمل أيضاً الأشخاص وتفاعلاتهم عبر الإنترنت.
الفكرة وراء إنترنت الأشياء هي إنشاء نظام يخزن جميع البيانات المطلوبة من قبل الناس دون أن يكون لهم تدخل مباشر في جمعها.
تشير الأبحاث إلى أن تأثير إنترنت الأشياء على العالم سيكون هائلاً في السنوات القادمة، حيث يمكن تقييم نمو تأثيره وتطبيقه من خلال متابعة أنماط أستخدام المواد الترفيهية والإعلامية والبنية التحتية وإدارة الطاقة والزراعة والنقل وحتى الرعاية الطبية.
ويتزايد تأثير إنترنت الأشياء على حياة الإنسان بشكل سريع ومستمر، الا انه ظهرت أسئلة في نفس الوقت حول مخاطر تطبيق إنترنت الأشياء في جميع جوانب الحياة البشرية.
فيما يلي بعض المشكلات المتعلقة بإنترنت الأشياء:
1- الأمان
يأتي أحد أكبر التهديدات التي تواجه إنترنت الأشياء من الضغط الواقع على النظام العالمي لتبادل المعلومات الذي يعتمد عليه إنترنت الأشياء. إن خطر الهجمات الإلكترونية شديد على جميع المؤسسات المترابطة بإنترنت الأشياء، فإذا تم إختراقه نتيجة لنقاط ضعف داخلية ستكون نظم السحابة أول ما يتم إختراقه لأن منظومات الأمان لا تزال غير مطورة بما فيه الكفاية .
تقدر التكلفة الاقتصادية السنوية للهجمات الإلكترونية على إنترنت الأشياء بحوالي تريليون دولار أمريكي، وهو ما يعادل تكاليف الكوارث الطبيعية الكبرى مثل إعصار ساندي وإعصار كاترينا.
من المتوقع أن يشكل الارتفاع الحاصل مؤخراً في برامج الفدية (Ransomware) تهديداً أمنياً خطيراً، لأن مزودي السحابة ومقدمي الخدمات ستكون الأهداف الرئيسية.
تُعرف طبيعة النشاط السحابي بأنها معقدة نظراً لتعدد العملاء وتنوع المؤسسات التي تستخدم خدماتها، لذلك يمكن أن يكون الإتصال البيني بمثابة عائق للعديد من المؤسسات إذا تم إختراق السحابة.
تشمل التهديدات الأمنية أيضًا الأجهزة والخدمات القائمة على الذكاء الإصطناعي. يشير الخبراء إلى أن البرامج الضارة أصبحت الآن أفضل في تجنب الإكتشاف من قبل الذكاء الاصطناعي. في المقابل، يجادل البعض بأن الذكاء الإصطناعي محدود بسبب نقص التدخل البشري في أنشطته، مما يؤثر أيضاً على أدائه عندما يتعلق الأمر بتحديد السبب والنتيجة أثناء الكشف عن الخروقات. وبالتالي قد لا يكون الذكاء الإصطناعي مجهزاً بما يكفي حتى الآن للتعامل مع المشكلات المتزايدة بسرعة التي تواجه السحابة وإنترنت الأشياء في مواجهة الهجمات الإلكترونية.
2- الخصوصية
من المشاكل الملحة في إنترنت الأشياء خصوصية المستخدم، هي التي لا تقتصر على الإختراق الأمني ، انما انتهاك لخصوصية المستهلك.
نظراً لأن المستخدمين أصبحوا أكثر وعياً بمدى مراقبة بياناتهم الإلكترونية، فقد بدأوا في أخذ خصوصيتهم على محمل الجد، وبالتالي يطالبون بالسيطرة النهائية على بياناتهم
3- حواجز الإنترنت
يعد خطر فقدان البيانات المهمة عن طريق الإختراقات أمراً خطيراً للشركات وللدول أيضاً عبر الهجمات الحدودية.
ويُتَوقع أن هذه الهجمات ستجبر الدول إلى إنشاء جدران إنترنت تحد من نشاط إنترنت الأشياء في مناطق معينة، فضلا عن انه ستكون الدول مندفعة لحماية مصالحها الإقتصادية، حيث لا تستطيع الحكومات العمل بحرية في نظام عالمي من الشركات والمؤسسات عبر الإنترنت.
سيؤدي هذا إلى الإضرار بفكرة إنترنت الأشياء بحد ذاتها، حيث تمنع الحواجز تبادل البياناتالمباشر المطلوب من قبل الشركات. ستكون هكذا إجراءات عقبة أمام التقدم التكنولوجي من خلال إبطائه بشكل كبير.
4- الهجمات على السحب
من خلال مراقبة آثار هذه الحرب الرقمية، من المحتمل جداً أن تكون التهديدات المحتملة التالية لإنترنت الأشياء هي الشبكات السحابية. وذلك لأن الشبكات السحابية لديها أكبر مخزون من البيانات لتشغيل إنترنت الأشياء.
وقدرت التكلفة الاقتصادية السنوية للجرائم الإلكترونية حوالي 1 تريليون دولار في عام 2017، وهو ضِعف التكلفة الإجمالية لعام 2017 والتي بلغت 300 مليار دولار تقريباً من الكوارث الطبيعية. لفهم حجم المشكلة، يقدر أن الهجوم على مزود سحابة واحد فقط قد يتسبب في أضرار مالية تتراوح بين 50 و 120 مليار دولار.
5- فهم إنترنت الأشياء
أدى النمو السريع في التكنولوجيا إلى إيصال فكرة محدود لإنترنت الأشياء. لكي يتمكن المستهلكون من الإستفادة من الإنترنت وكل ما يقدمه إنترنت الأشياء، من الضروري العمل على إيصال فكرة التغييرات التي تحدث داخل إنترنت الأشياء لجعله أكثر كفاءة، حيث سيؤدي ذلك إلى تحسين إستخدامهم لإنترنت الأشياء، وسيعدهم عقلياً وربما يمكنهم من تعلم كيفية توخي الحذر من أي من المشكلات المذكورة.
وفي النهاية…
من الواضح تماماً أن المؤسسات في جميع أنحاء العالم تشترك في مشاريع التحول الرقمي لإنترنت الأشياء لدفع الكفاءات ومرونة الأعمال، بالإضافة إلى تلبية متطلبات العملاء والمواطنين بشكل أفضل، الا انه قد تكون هناك مخاطر على هذه المشاريع ولكن إذا تم التعامل معها بشكل مناسب يمكن أن تكون المنظمات أكثر ضمانا.