على خلفية إختراق الشبكات في الفترة الماضية، تعرض 36 صحفياً بشبكة الجزيرة الإخبارية لعملية إختراق في هواتفهم الذكية، في حملة تجسس إستمرت لشهري تموز وآب الماضيين، وبحسب ما ذكره Citizen Lab، وهو مختبر دولي للأبحاث التقنية مقره في تورنتو بكندا، فإن المخترقين إستخدموا تقنية تجسس “بيجاسوس” (Pegasus) التي تقدمها شركة NSO Group الإسرائيلية لتقنيات التجسس.
إن المقلق في الأمر هو ليس فقط إستهداف صحفيين بعينهم، ولكن كون طريقة الإختراق والتي إعتمدت على إحداث ثغرة في برنامج iMessages للدخول إلى أجهزة iPhone الخاصة بالصحفيين، ووضحت Citizen Lab أن جميع هواتف الآيفون التي لم تحدث إلى نظام iOS 14 معرضة للإختراق كذلك، ولذلك فإن العدد الحقيقي للهواتف المخترقة غير محدد حتى الآن.
وأشارت التحقيقات إلى أن برامج التجسس لها حرية تسجيل الأصوات المحيطة بالهاتف والمكالمات الهاتفية، بالإضافة إلى تتبع الموقع، والوصول إلى كلمات المرور، وحتى إلتقاط الصور، وقد إكتشف Citizen Lab، من خلال تثبيت برنامج VPN على واحد من أجهزة الصحفيين المستهدفين، أنه إتصل بخادم تثبيت مشبوه بإرتباطه ببرنامج التجسس الخاص بـ NSO Group، وبعد ثوانٍ حمّل هاتفه أكثر من 200 ميجابايت من البيانات إلى عدة عناوين IP.
ليست هذه أول مرة يتم فيها توجيه أصابع الإتهام إلى مجموعة NSO في قضايا التجسس وإستهداف الصحفيين، حيث ذكرت صحيفة الغارديان أنه تم إستخدام البرنامج أيضاً لإستهداف الصحفيين في المغرب، وكذلك بعض المعارضين السياسيين من رواندا والسياسيين الإسبان.
وعلى الجانب الآخر، تم التواصل مع المتحدث الرسمي لـ NSO للتعليق على الموقف، وكان الرد بأن في تحقيق مختبر Citizen Lab تكهنات ليست لها علاقة بالمجموعة، وأضاف المتحدث بإسم NSO “توفر المجموعة أدوات وبرامج تمكن العديد من الشركات والوكالات الحكومية من تنفيذ القانون والقضاء على الجريمة ومكافحة الإرهاب، وكما وضحنا من قبل فإننا لا نقوم بإدارتها، وعلى الرغم من ذلك عند تلقي أدلة موثوقة على سوء الإستخدام، فإننا نتخذ جميع الخطوات اللازمة وفقاً لإجراءات التحقيق لدينا من أجل مراجعة الادعاءات”.
وفي نهاية التحقيق دعى Citizen Lab إلى تشريع المزيد من القوانين بشأن الخصوصية وبرامج المراقبة، وكذلك الحد من إستخدامها وبيعها حتى يتم وضع ضمانات للحماية من إساءة إستخدامها.