عندما نفكر في الخصوصية ومن يمكنه الوصول إلى بيانات الموقع الخاصة بالمستخدمين، فإننا غالباً ما نركز على الهواتف النقالة، وليس على الجهاز ذاته الذي يستخدم للتنقل، وهو السيارة. هناك مقدار بيانات كبير يتم جمعها بواسطة المركبات المتنقلة، التي يمكن إستخدامها من قبل الشرطة والمجرمين على حد سواء.
يمكن للسيارة، إعتماداً على مدى حداثتها والأجهزة التي تمتلكها، أن تجمع كل أنواع البيانات دون علم السائق، بما في ذلك بيانات الموقع ووقت فتح أبوابها وحتى تسجيلات صوت الركاب.
على سبيل المثال، تمكنت الشرطة في الولايات المتحدة من إستخراج تسجيل صوت من سيارة تم تسجيله أثناء تعرض السائق للقتل، وإستخدمت الشرطة مقطع الصوت لتحديد هوية القاتل. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت شركات مثل Berla Corp، والتي بدأت بجني الأرباح عن طريق إستخراج تلك البيانات نيابة عن الشرطة.
من الصعب ضمان أي نوع من حماية البيانات، وذلك ببساطة لأن السيارات تجمع الكثير من البيانات الحساسة.
يتميز برنامج Berla بالقدرة على قراءة العناوين الفريدة لأجهزة Bluetooth و Wi-Fi المتصلة بنظام المعلومات في السيارة، فضلاً عن سجلات المكالمات وجهات الإتصال والرسائل النصية. ولكن البيانات نظام المعلومات في السيارة ليست كل ما يمكنها قراءته، بل يمكنها أيضاً إلقاء نظرة على السجلات التي يحتفظ بها الكمبيوتر الداخلي للسيارة، والكشف عن وقت فتح أبواب معينة، فضلاً عن توفير سجل موقع من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المدمج.
وليست الشرطة فقط هي القادرة على الوصول إلى هذه المعلومات، فبالإمكان إستخدام تطبيقات للوصول إلى بيانات مباشرة من السيارة، وإذا كانت السيارة متطورة بما فيه الكفاية، بالإمكان التحكم بها عن بعد كذلك.
بالعادة لا يفكر الناس في كل المعلومات التي تحتفظ بها سياراتهم. في أغلب الأحيان، بإمكانك شراء سيارة مستعملة ومعرفة أرقام هواتف المالكين السابقين وعناوين سكنهم وكل البيانات المخزونة في السيارة بسهولة.
إن المشكلة بصورة عامة هي أننا نشارك بياناتنا الخاصة مع المزيد من الأجهزة كل يوم، والأنظمة التي نعتمد عليها للحفاظ على أمان هذه البيانات تزداد تعقيداً أكثر فأكثر. وللتعامل مع هذه المشكلة، يجب إلقاء نظرة فاحصة على السيارات، والبدء في التفكير في مقدار البيانات التي يحتاجها نظام المعلومات في السيارة، وما هي البيانات التي لا يحتاجها.