أطلقت شركة فيسبوك حملة إعلانية في الصحف الكبرى، وأنشأت صفحة ويب تشجع المستخدمين على “التحدث عن الشركات الصغيرة”، في حين أن ذلك وُصف بأنه حملة ضد نظام تشغيل iOS من آبل.
وناقشت شركة الشبكات الإجتماعية بأن تغيير طريقة تعامل نظام تشغيل الأجهزة المحمولة من آبل مع الإعلانات سيقضي على المؤسسات الصغيرة عن طريق منعها من إستهداف المستخدمين بالإعلانات عبر الإنترنت.
وفي حين أن جهود العلاقات العامة للشركة التي تبلغ قيمتها 750 مليار دولار قد قدمت جبهة موحدة مع الشركات الصغيرة، لكن بعض موظفي فيسبوك إشتكوا مما وصفوه بحملة لخدمة طموحات الشركة.
وكتب أحد المهندسين ردا على منشور داخلي بشأن الحملة من دان ليفي، نائب رئيس فيسبوك للإعلانات، “يبدو الأمر كما لو أننا نحاول تسويغ فعل شيء سيئ عن طريق الإختباء خلف أشخاص يحملون رسالة تعاطف”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتشابك فيها الشركتان، ففي عام 2018 إنتقد الرئيس التنفيذي لشركة آبل، تيم كوك، شركة فيسبوك لتتبعها المستخدمين عبر الويب عن طريق جمع البيانات من أجل إستهدافهم بالإعلانات. لكن الحملة الجديدة تمثل هجوما شاملا حيث يحاول موقع فيسبوك تحريض الشركات الصغيرة على صانع آيفون، ويتوقع المحللون أن تحقق فيسبوك رقما قياسيا قدره 80 مليار دولار من مبيعات الإعلانات هذا العام.
وستؤدي خطة آبل في تنبيه مستخدمي الآيفون بالتطبيقات التي تقوم بالتتبع إلى تقليل كمية البيانات التي يجمعها موقع فيسبوك، مما قد يؤدي إلى إعلانات أقل فاعلية وإيرادات أقل. يأتي هذا التغيير في وقت تواجه فيه عملاقة الشبكات الإجتماعية تهديداً غير مسبوق لأعمالها، حيث هدد المنظمون في الجهات الفدرالية المعنية بتفكيك الشركة بسلسلة من الدعاوى القضائية لمكافحة الإحتكار.
وقالت آشلي زاندي، المتحدثة الرسمية بإسم فيسبوك، إنه “منذ إطلاق هذا التوجه من آبل، أبدت الشركات الصغيرة تخوفها بشأن كيفية تأثير هذه التغييرات في أعمالهم، نظراً لأن الوقت حرج بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، فسوف نستمر في مشاركة هذه القصص مع جمهورنا وموظفينا”.
طرح موظفو فيسبوك أسئلة عدة ركزت على الجهد المبذول من قبل الشركة لتحسين الصورة السيئة للشبكة الإجتماعية، وعبّرت الأسئلة في معظمها عن شكوك أو قلق من الموظفين. وأحد أكثر الأسئلة التي طرحت في الحوار الداخلي كان “ألا نشعر بالقلق من أن موقفنا الذي يحمي الشركات الصغيرة والمتوسطة سوف يأتي بنتائج عكسية حيث يرى الناس أن موقع فيسبوك يحمي أعماله الخاصة بدلا من ذلك؟”.
قال أحد الموظفين “يريد المستخدمين الحصول على الخصوصية، اذ إن إعتراض فيسبوك هنا سينظر إليه بسخرية. لم نعلم أن هذا سيكون أشبه بحملة علاقات عامة سيئة”. في حين سأل موظف آخر “كيف نختار رسالة تبدو أقل خدمة لنا؟”.
وأجاب غراهام مود، نائب رئيس تسويق المنتجات، إن الشركة كانت “واضحة جداً” في المواد التسويقية، والمكالمات مع المحللين والصحافة، وإن تغيير نظام التشغيل iOS الجديد من آبل سيكون له تأثير مالي في الشركة.
وقال غراهام “إننا لا نحاول أن نخبئ ذلك عن الناس. كما تعلمون، نحن شركة كبيرة ومربحة وسنتجاوز هذا الأمر ونقوم بتكييف منتجاتنا لهذا الوضع. لكن من سيتضرر حقاً من هذا هم شركات صغيرة، ولهذا السبب جعلناهم محور الرسالة”.
وفي الدردشة المباشرة شارك العديد من العاملين في فيسبوك لإظهار دعمهم لأصحاب المشروعات الصغيرة الذين كانوا جزءاً من العرض التقديمي. وبدا أن العديد من الموظفين غير مقتنعين بالعرض، ولم يفهم بعضهم كيف ستؤثر تغييرات آبل سلبا في الشركات الصغيرة، في حين قال أحدهم إن محاولة موقع فيسبوك لردع سياسة الخصوصية لآبل جعلت الشركة تبدو كأنها تعمل على تشجيع تتبع البيانات.
وكتب أحد الموظفين “لن نكون الوحيدين الذين ينبغي لهم السماح بتتبع الأشخاص من دون موافقتهم. يمكن لأي شركة فعل ذلك، حتى الشركات الناشئة الصغيرة والجهات الفاعلة الخبيثة. أود حقا أن يجيب أحد في قمة الصراحة: هل سيكون المستخدمين أفضل حالاً إذا لم يعرفوا ما نفعله، زإذا لم يكن علينا أن نشرح ما نفعل لهم، وإذا لم يحصلوا على خيار الإشتراك أو الإنسحاب من ممارسات تتبع البيانات، وإذا أخفينا ذلك قدر الإمكان خلف ميزات مثيرة للاهتمام ثم جعلناهم يقومون بقبول إجراءات التعقب السرية في الخفاء؟”. وكتب موظف آخر أن شركة آبل لم تمنع التتبع، بل طلبت من المستخدمين أن يختاروا بوعي إن أرادوا أن يتم تعقبهم.