بسبب الأوضاع التي فرضها تفشي وباء فيروس كورونا لن يفتتح أكبر معرض سنوي مخصص للتكنولوجيا، وهو معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)، هذا العام في صالات عرض لاس فيغاس، لكن عبر الإنترنت، مع العروض التقديمية عن بُعد، تحت شعار مكافحة فيروس كورونا.
وتركز هذه النسخة الخاصة جداً من معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لعام 2021 على مكافحة فيروس كورونا على جميع المستويات، وعلى مضاعفة المقترحات لعالم ما بعد الوباء، سواء من حيث الصحة المستدامة أو العمل عن بعد، وهناك عدد من الابتكارات التي تلفت الأنظار وتزرع الأمل.
كاشف فيروس كورونا
في التقرير الذي نشرته مجلة لوبس (L’Obs) الفرنسية، يقول الكاتب بوريس ماننتي إن الجهاز الكاشف لفيروس كورونا يعدّ حلما لجميع الشركات المصنعة. وتعد شركة “بيوأنتليسونس” (BioIntelliSense) من أولى الشركات التي اقتربت من التوصل إلى هذا الاكتشاف بفضل جهاز “بيوبتون” (BioButton).
إنه ليس جهازاً قادراً على اكتشاف الفيروس في الهواء، ولكنه جهاز تعقب لاصق يوضع على الصدر للكشف عن ظهور أدنى أعراض فيروس كورونا.
ويسجل المستشعر بشكل متواصل درجة حرارة الجلد، ومعدلات ضربات القلب والجهاز التنفسي، ومستوى النشاط والنوم بهدف السماح بالتشخيص الذاتي للأعراض الأولى لفيروس كورونا.
واستغلت شركة بيوأنتليسونس معرض الإلكترونيات الاستهلاكية لإعلان تعاون مع الكلية الأميركية لأمراض القلب، بعد ارتباطها بمستشفى جامعة كولورادو الذي يزود مقدمي الرعاية بأجهزة بيوبتون مباشرة بعد التطعيمات. وتأمل بيوأنتليسونس في إقناع جميع المنظمات والشركات تدريجياً بتجهيز موظفيها لمنع تفشي العدوى.
القناع المتصل “الذكي”
يبدو أن رسالة منظمة الصحة العالمية بشأن ضرورة ارتداء القناع ألهمت المصنعين الذين شاركوا في هذا المعرض بنماذج أقنعة متصلة، إذ برزت شركة “آيربوب” (AirPop) بفضل “أكتيف+” (Active+) الذي يعد أول “قناع ذكي”، ويذكر بالأقنعة القابلة لإعادة الاستخدام، التي تحظى بشعبية بين الشباب، لكنه يوفر اتصالا عبر البلوتوث مع الهاتف الذكي.
وينقل المستشعر في هذا القناع إلى التطبيق بيانات مثل عدد الأنفاس في الدقيقة أو جودة الهواء الخارجي في الوقت الفعلي. ويسمح ذلك بالتفطن حين يكون من الضروري استبدال الفلتر، وكذلك هو مفيد للرياضيين لمراقبة أدائهم أثناء التمرين.
“أكتيف+” يعد أول “قناع ذكي” يوفر اتصالا عبر البلوتوث مع الهاتف الذكي (مواقع التواصل)
جهاز محمول لتنقية الهواء
يبين الكاتب أن سوق أجهزة تنقية الهواء كان مزدهرا أساسا، لكن الطلب عليه شهد ارتفاعا هائلا مع انتشار الوباء. وتثبت دراسات لوكالة ناسا وللوكالة الوطنية لسلامة الغذاء والبيئة والصحة والعمل فعالية أجهزة تنقية الهواء المزودة بمرشحات هواء عالية الكفاءة ضد فيروس كورونا.
ويبدو أن جهاز “ليفت ديو” (Luft Duo) التابع لشركة “ليفت كي” (Luft Qi) جذاب بشكل خاص لأنه محمول. ويقوم هذا الجهاز الذي يعمل بالبطارية بتنقية الهواء سواء في المنزل أو في المكتب بجودة عالية الكفاءة لامتصاص الجسيمات. ويعد مناسبا لتنظيف الهواء والقضاء على “فيروس كورونا” في مساحة لا تقل عن 22 مترا مربعا.
جهاز ليفت ديو التابع لشركة ليفت كي يبدو جذاباً بشكل خاص لأنه محمول (مواقع التواصل)
تعرض تقنية أخرى في هذا الحدث التكنولوجي، هي “أو في-سي” (OV-C)، وهي مصابيح ذات إشعاع فوق بنفسجي تراوح موجته بين 100 و280 نانومترا، وتُستخدم هذه الأشعة لتعقيم الأسطح. وتوضح جيرالدين دانتيل، المكلفة بالأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي لموقع “إف آر أندرويد”، أن “مصابيح (أو في-سي) ستجعل من الممكن تعطيل نشاط الفيروسات”.
وبناء على ذلك، تطرح شركة “أوبتيك روبوتيكس” (UBTech Robotics) روبوت “أوديبوت” (Adibot) القادر على التطهير بفضل مصباح الأشعة فوق البنفسجية، الذي يمكنه التحرك في جميع أنحاء الغرفة بمفرده لتنظيف الأسطح تماماً والقضاء على مسببات الأمراض، بما في ذلك فيروس كورونا.
شاشة وقائية
تستفيد شركة “إل جي” (LG) من معرض الإلكترونيات الاستهلاكية للكشف عن أولى الشاشات الشفافة التي تهدف إلى إثبات فائدتها في المطاعم.
وتروج الشركة المصنعة في كوريا الجنوبية للتلفزيون بوصفه حاجزاً وقائياً بين العملاء ورئيس المطعم. وتحمي الشاشة الشفافة من اللعاب الذي قد يتطاير في الهواء، مع السماح بمراقبة إعداد الوجبة، والأفضل من ذلك أنها تسمح بعرض القائمة، لاختيار الطبق الذي ستتناوله.