بعد أن حدّت إدارة بايدن من وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات الأميركية
تراجعت أسهم شركات أشباه الموصلات الآسيوية في اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان، حيث أدت خطوة من جانب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، للحد من وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات الأميركية، إلى عمليات بيع قضت على أكثر من 240 مليار دولار من القيمة السوقية للقطاع على مستوى العالم.
وهبطت أسهم شركة Taiwan Semiconductor Manufacturing Co بأكثر من 7%، وهي أكبر نسبة منذ مايو 2021، بينما انخفض سهم شركة سامسونغ إلكترونيكس بأسرع وتيرة خلال عام، فيما خسرت شركة طوكيو إلكترون المحدودة 5.8%.
وتم إغلاق الأسواق في كوريا الجنوبية واليابان وتايوان يوم الإثنين لقضاء العطلات، عندما انخفض مؤشر أشباه الموصلات في فيلادلفيا إلى أدنى مستوى إغلاق منذ أواخر عام 2020 بعد خسارة استمرت يومين بأكثر من 9%.
يأتي ذلك، بعدما أعلنت الولايات المتحدة عن قيود التصدير يوم الجمعة، حيث كانت هناك اقتراحات بأن إجراءات مماثلة قد يتم نشرها في دول أخرى لضمان التعاون الدولي.
ومن المرجح أن تغذي القيود الأخيرة تأثيراً مباشراً عبر سلسلة التوريد للقطاع وتضاف إلى قائمة متزايدة من التحديات لأسهم التكنولوجيا بما في ذلك سياسة التشديد النقدي التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي والتوترات عبر مضيق تايوان.
وقضت التراجعات الأخيرة بالفعل على أكثر من 240 مليار دولار من القيمة السوقية لأسهم شركات الرقائق في جميع أنحاء العالم منذ إغلاق يوم الخميس، وفقاً للبيانات التي جمعتها “بلومبرغ”، واطلعت عليها “العربية.نت”.
من جانبها، ردت وسائل الإعلام الحكومية الصينية والمسؤولون على تحرك بايدن في الأيام الأخيرة، محذرة من عواقب اقتصادية وأثارت تكهنات بشأن انتقام محتمل.
وكتب المحلل في شركة كوريا للاستثمار والأوراق المالية، تشاي مينسوك، في تقرير: “مع الإجراء الأخير، سيكون من الصعب على الصين تصنيع وتطوير أشباه الموصلات لأن معظم معدات أشباه الموصلات تهيمن عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، مثل اليابان وهولندا”.
وأضاف: “من المستحيل الحفاظ على صناعة الرقائق دون استخدام معدات متطورة”.
وتسعى الإجراءات إلى وقف خطة الصين لتطوير صناعة الرقائق الخاصة بها وتعزيز قدراتها العسكرية.
وتشمل قيوداً على تصدير بعض أنواع الرقائق المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة وتشديد القواعد على بيع معدات تصنيع أشباه الموصلات إلى أي شركة صينية.
كما تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان عدم قيام الشركات الصينية بنقل التكنولوجيا إلى جيش البلاد وعدم تطوير صانعي الرقائق في الصين قدراتهم على صنع أشباه الموصلات المتقدمة بأنفسهم.
وذكر المحلل لدى شركة نومورا هولدينغز، ديفيد وونغ، في مذكرة يوم الاثنين، إن القيود تمثل “نكسة كبيرة للصين وأخبار سيئة لصناعة أشباه الموصلات العالمية”.
وقال إن جهود توطين الصين للصناعة قد تكون “في خطر لأنها ربما لا تكون قادرة على استخدام المسابك المتقدمة في تايوان وكوريا”.