أعلنت شركة هيوليت باكارد عن إرسالها الإصدار الثالث من حاسوبها الفضائي ‘Spaceborne Computer’ إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، بهدف توفير إمكانية الوصول للمجتمع العلمي الدولي إلى مجموعة أوسع من قدرات الحوسبة الطرفية في الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي.
تم تصميم الإصدار الثالث من حاسوب ‘HPE Spaceborne Computer-2’ من خوادم تجارية جاهزة. ويعد الهدف من هذه الرحلة هو البناء على النجاحات السابقة التي حققها النظام، مع توسيع نطاق وتعقيد المعالجة التي تعادل في عملها مستوى مراكز البيانات والحوسبة عالية الأداء (HPC) في الفضاء. ويشمل هذا قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (ML).
وقد أدت الحوسبة الطرفية باستخدام ‘HPE Spaceborne Computer-2’ إلى تحقيق عدة انجازات في مجال استكشاف الفضاء. من ضمن هذه الإنجازات، مراقبة صحة رواد الفضاء خلال المهام الفضائية الطويلة ودعم تنبؤات الطقس وجهود الاستجابة للكوارث على الأرض.
تُعد الأقمار الصناعية أساسية لمراقبة الأرض من الفضاء، سواء لدراسة العلوم والمناخ أو لدعم استجابة الكوارث. باستخدام ‘HPE Spaceborne Computer-2’، سوف يتمكن الباحثون من اختبار عدة شبكات استدلالية في مجال التعلم العميق لتفسير الصور التي تم التقاطها عن بُعد من الأرض والهياكل بعد الكوارث. وهذا يشمل تحديد مدى الفيضانات الناجمة عن الأعاصير وتقييم الأضرار التي لحقت بالمباني الحضرية نتيجة للزلازل. يمكن استخدام هذه التقنيات على متن المركبات الفضائية المستقبلية لتوفير بيانات عملية بشكل سريع للسلطات المعنية، مما يساعد في جهود التعافي من الكوارث”
تساعد شركة هيوليت باكارد في تطوير الأبحاث على الأرض وفي الفضاء
بتثبيت ‘HPE Spaceborne Computer-2’ على المحطة الفضائية، سوف يفتح ذلك الباب أمام الباحثين لإحداث نقلة نوعية في مجال الابتكار والفعالية الزمنية. في السابق، كانت البيانات المجموعة في الفضاء تُنقل إلى الأرض لمعالجتها. أما الآن، فبفضل الكمبيوتر العملاق المتواجد في المدار الأرضي المنخفض، أصبح تقييم البيانات يتم في الزمن الفعلي تقريبًا، مما يتيح تخفيض حجم البيانات المنزلة بنسبة هائلة تصل إلى 30,000 مرة، وذلك بإرسال النتائج أو الرؤى فقط إلى الأرض، مما يقلل من أوقات التنزيل بشكل كبير.
الخطوة القادمة لـ ‘HPE Spaceborne Computer-2’ تشمل إجراء تجربة التعلم الاتحادي (FL)، حيث ستتم معالجة نماذج التعلم الآلي ومحركات الاستدلال المستقلة التي تم تطويرها أصلاً على السحابة. هذه التجربة، التي سيشارك فيها مزودو خدمات السحابة، تهدف إلى دعم نماذج تدريب التعلم الآلي المستخدمة على الأرض وكذلك الحفاظ على محرك الاستدلال بالذكاء الاصطناعي محدثًا في الفضاء.
كما يشير مارك فرنانديز، الباحث الرئيسي في المشروع، ‘يحمل الكمبيوتر الفضائي إمكانية ليس فقط في تسريع معالجة البيانات في الفضاء، وإنما أيضًا في تسهيل تبادل البيانات والرؤى بين الأرض والفضاء’. ويضيف، ‘هذا التقدم يساهم في تحسين وتسريع الأبحاث الفضائية ويعزز من تطبيقات الحوسبة المتطورة، الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي على المحطة الفضائية.
المؤلف: ماركوس لو
رابط المقال: https://technologymagazine.com/articles/how-hpe-is-advancing-computing-at-the-edge-of-space
ترجمة وتحرير مركز التطوير الرقمي