تم تطوير الجيل الخامس (5G) في محاولة لدعم أفضل لمجموعة واسعة من اجهزة الاتصالات المرتبطة بالإنترنت وتلبية الطلب على توفير سرعات اعلى.
وقال المستشار الفني في هندسة الاتصالات، فارس الصالحي، ان “تطبيق تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة حاليا يقف عند منعطف الجيل الخامس (5G)، حبث انه على مرور الزمن كل جيل من تكنولوجيا الهاتف النقال أعطانا المزيد من الوظائف وسرعات البيانات أعلى”.
واضاف، ان “الجيل الأول (1G) جلب لنا الهاتف الخلوي للمكالمات الصوتية، الجيل الثاني (2G) أعطانا الرسائل النصية، الجيل الثالث (3G) سمح لنا للوصول إلى شبكة الإنترنت، الجيل الرابع (4G) دعم محتوى الوسائط المتعددة الغنية، والجيل الخامس (5G) سوف يوفر لنا عشرة اضعاف سرعة البيانات وذلك لدعم الطلب المتزايد على استعمال الفيديو، وإنترنت الأشياء، والواقع الافتراضي، والألعاب السحابية، والعلاج الطبي عن بعد، والمركبات الذاتية بدون سائق.
كيف يعمل الجيل الخامس (5G) ؟
ويجيب الصالحي، على هذا السؤال، بالقول، ان “جميع الأجهزة اللاسلكية الموجات الكهرومغناطيسية ذات الترددات المخصصة لها تستخدم للتواصل. ومع ذلك، مع انضمام المزيد من الأجهزة الإلكترونية إلى الشبكة ستتباطأ السرعات المتوفرة للبيانات”.
واضاف، ان “تساعد تقنية الجيل الخامس تساعد على التغلب على ذلك من خلال تمكيننا من استخدام مجموعة من الترددات، من حلال الموجات الملليمترية، التي لم يكن من الممكن استخدامها من قبل في شبكات الاتصالات الخلوية”.
الا انه اوضح، ان “التحدي لاستعمال هذه الموجات القصيرة جدا هو أن الجدران والأشجار تمتص هذه الموجات بسهولة وتمنع وصولها لمسافات تتعدى البضعة امتار، مشيرا الى، ان “إحدى الطرق لتلافي هذه المشكلة هو استخدام كثافة أعلى من الأبراج الخلوية الصغيرة التي تعمل معا لتوفير الاتصال بدلا من أبراج الخلايا الكبيرة المستخدمة من قبل شبكات تقنيات الجيل الثالث أو الجيل الرابع”.
هل سيتمكن جميع المستهلكين من الاستفادة من الجيل الخامس (5G) ؟
مثل الجيل الرابع والجيل الثالث من قبله، سوف يتم توصيل الجيل الخامس (5G) إلى المستهلكين المختلفين في أوقات مختلفة وحسب جدول مدروس لنشر الخدمة اعتمادًا على موقع المستهلكين الجغرافي. عادة، يتم نشر التقنيات اللاسلكية الجديدة في المدن الكبرى أولا قبل أن تجد طريقها إلى المناطق الأقل كثافة سكانية.
ما هي الفوائد المحتملة للمستهلكين؟ والتكاليف المحتملة؟
وعد الصالحي، انه “مع تطبيق الجيل الخامس (5G)، سيتمكن المستهلكون من الاستمتاع بسرعات بيانات عالية جدا والتي تصل الى 10 كيكابت بالثانية ودعم نمو الطلب من الأجهزة التي تدعم الإنترنت”.
واضاف، انه “سيكلف نشر الجيل الخامس اضعاف تكاليف نشر الجيلين الثالث والرابع، حيث سيحاول مشغلو الشبكات استرداد الاستثمارات الباهظة للتطبيق التكنولوجي للجيل الخامس، وتكاليف التوسع من مردودات الأجيال الأولى، كما يمكن توفير خدمة الجيل الخامس كخدمة متميزة ومنفصلة، بدلاً من ترقية البنية التحتية الروتينية للشبكة من الجيل الثالث والجيل الرابع”.
اما عن التحديات التي تواجه الشركات، المشغلة أو صانعي الهواتف، في الانتقال إلى الجيل الخامس، قال الصالحي، ان “الشركات المشغلة للشبكات اللاسلكية ستواجه تحدي كبير للقيام باستثمارات كبيرة مقدما في نشر البنية التحتية الجديدة لأجهزة الجيل الخامس والحصول على تراخيص لاستخدام طيف الموجات المليمترية، وتطبيق كلاهما سيكون مكلفًا”.
واوضح، ان “النطاق الترددي المحدد لتكنولوجيا الجيل الخامس، هو الموجة الملليمترية ويتطلب أيضًا نشر أبراج خلوية عالية الكثافة بما يعادل وضع برج للبث كل مئة متر، كما سيتعين عليهم معالجة المخاوف بشأن تأثيرات هذه البنية التحتية على المواطنين”.
واكد، انه “سيتعين على صانعي الهواتف الذكية الاستثمار في تكنولوجيا اكثر كفاءة في مجال انتينات شبكات الجيل الخامس (5G)، مع الحفاظ على بقاء أسعار الأجهزة الهواتف بكمية منخفضة بما يضمن جلب المستهلكين الحساسين للأسعار”.